
كنا نتمنى من القادة الحاضرين اليوم في القمة المنعقدة بالدوحة، والتي جاءت في أعقاب استهداف إسرائيل للأراضي القطرية، أن تكون لهم المواقف ذاتها يوم تعرضت إيران لاعتداءات مماثلة، حين استهدفتها إسرائيل بشكل مباشر واغتالت عدداً من علمائها.
ففي تلك اللحظات العصيبة، كان من الممكن أن يتجسد التضامن الإقليمي بصورة أوضح، وأن تترجم بيانات الدعم إلى مواقف عملية على أرض الواقع.
ومع ذلك، فإن الحضور اللافت للرئيس الإيراني إلى القمة في قطر يبعث برسالة مزدوجة: فهو من جهة يعكس تمسك طهران بخيار الحوار والحفاظ على وحدة الصف في مواجهة التحديات المشتركة، ومن جهة أخرى يؤكد على نية إيران في مد جسور الثقة مع جيرانها، رغم ما يعتري العلاقات من توترات وتباينات.
إن وجود الرئيس الإيراني في هذه القمة، في هذا التوقيت الحساس، لا يُقرأ بوصفه خطوة بروتوكولية فحسب، بل باعتباره إشارة سياسية عميقة المغزى، هدفها التأكيد أن مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية لا تكون إلا بوحدة الموقف وتغليب لغة التعاون على حساب الخلافات.
لقد أثبتت التجارب أن الخلافات الداخلية تتيح للآخرين فرصة التدخل وفرض أجنداتهم، في حين أن التكاتف والاتفاق على القواسم المشتركة يعزز قدرة المنطقة على حماية سيادتها ومصالح شعوبها.
ومن هنا، تبقى الرسالة الأهم من قمة الدوحة هي أن المستقبل مرهون بمدى استعداد قادة المنطقة لوضع الخلافات جانباً والوقوف صفاً واحداً أمام التحديات الخارجية.


