أقام مركز المخطوطات والتراث البصري مساء اليوم ندوة فنية متخصصة بعنوان “تراث البصرة الموسيقي والغنائي”، وذلك في قاعة المركز بمحلة الباشا في قلب المدينة القديمة، بحضور نخبة من رواد الفن والمهتمين بالشأن التراثي والثقافي.
وافتتحت الندوة الفنانة فاطمة العلي التي قدمت ضيفها الملحن البصري المخضرم طارق شعبان، متحدثاً عن بدايات الحركة الموسيقية والغنائية في البصرة وتجربته الطويلة في هذا المجال. وأشار شعبان في مستهل حديثه إلى تأسيس أول فرقة موسيقية منتصف خمسينيات القرن الماضي بقيادة الفنان عبد الجبار البصري، مستعرضاً المراحل اللاحقة التي أسهمت في إغناء المشهد الفني البصري.
كما استذكر رحلته إلى بغداد وتعامله مع الإذاعة والتلفزيون لتسجيل ألحانه وأغانيه ولقاءاته مع كبار المطربين والشعراء والملحنين العراقيين آنذاك، مبيناً الدور المهم للجان الفحص في تدقيق الأعمال ومنح الموافقات الرسمية للتسجيل. وخلال الجلسة قدم للحاضرين نماذج من أبرز ألحانه إلى جانب مقاطع من الأغاني التراثية لفنانين آخرين، بمشاركة عازف الإيقاع غفار الربيعي.
من جانبه، أعرب مدير المركز ماجد البريكان عن شكره وتقديره للفنان الضيف، مؤكداً حرص المركز على دعم كل ما يعزز المشهد الثقافي والتراثي في البصرة، ومبيناً أن أبواب المركز ستبقى مفتوحة أمام جميع المبدعين لإقامة أنشطة مماثلة في المستقبل.
ويُذكر أن الفنان طارق شعبان من مواليد البصرة عام 1944، وتخرج في دار المعلمين الابتدائية عام 1964، ليتدرج في الوظائف التعليمية حتى عمل مشرفاً في تربية البصرة. وقدّم منذ عام 1962 عشرات الألحان والأغاني، وانتمى إلى فرقة البصرة للفنون الشعبية عام 1976 كعازف عود، قبل أن يتفرغ للعمل فيها عام 1978 ويسافر معها إلى عدة دول، متولياً لاحقاً مسؤولية الفرقة الموسيقية وإدارتها.
شارك شعبان في مهرجانات عربية ودولية بارزة منها: جرش، أصيلة، بابل، الفحيص، وتولى رئاسة نقابة الفنانين في البصرة عام 1992، حيث لحن وأشرف على العديد من الأوبريتات والأعمال الفنية. ويشغل حالياً منصب مسؤول رابطة المبدعين العراقيين للفنون الجميلة – فرع البصرة.
نال شعبان عدة تكريمات منذ عام 1979، منها شهادات تقديرية من مؤسسات محلية وعربية، إضافة إلى تكريم من المركز الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما حصل على المرتبة الأولى في مهرجان للثقافة والفنون أقيم في محافظة كركوك.
