أخبارسياسة

واشنطن تربط ملف المياه التركي بمفاوضات استئناف تصدير نفط كردستان

ترجمت الإدارة الأمريكية الحصار المائي الذي تفرضه تركيا على العراق إلى ورقة ضغط سياسية واقتصادية، مستغلة أزمة المياه للضغط على بغداد في ظل حكومة السيد محمد شياع السوداني، لضمان استمرار تصدير النفط من إقليم كردستان عبر الأراضي التركية.
ويحقق هذا التوجه مكاسب مزدوجة لكلٍّ من إدارة ترامب والحكومة التركية، فضلًا عن ضمان تزويد الدول الأوروبية بالنفط مع اقتراب فصل الشتاء، في إطار مسعى واشنطن لتعزيز نفوذها النفطي في مواجهة روسيا ودول أخرى.
وقال عضو حركة تفكري آزادي الكردية، لقمان حسن، في تصريح له ،إن “السلطة الحاكمة في إقليم كردستان والمسؤولين القائمين عليها لا يشعرون بأي تخوف من تصاعد الغضب الشعبي، ما دفعهم إلى التوجه نحو الاتفاق مع بغداد لتصدير النفط عبر شركة (سومو)”.

في السياق ذاته، نقلت وكالة بلومبرغ في تقريرٍ ترجمته /المعلومة/ عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية – طلب عدم الكشف عن اسمه – قوله إن “الإدارة الأمريكية تسعى لضمان استمرار تدفق صادرات النفط من إقليم كردستان عبر خط الأنابيب إلى تركيا على المدى الطويل”، مضيفًا أن “واشنطن لعبت دورًا أساسيًا في التوصل إلى الاتفاق الذي سمح باستئناف الصادرات”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، قد كتب على منصة (إكس): “نرحب بالإعلان عن توصل حكومة العراق إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان والشركات الدولية لإعادة فتح خط أنابيب العراق – تركيا. هذا الاتفاق، الذي يسّرته الولايات المتحدة، سيحقق فوائد ملموسة للأمريكيين”.وأضاف أن “القضية لا تتعلق بمخاوف داخلية في الإقليم مع اقتراب الانتخابات، بل ترتبط بزيارة أردوغان إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي، إذ صدرت عقب اللقاء أوامر وضغوط أمريكية لحلحلة الملفات العالقة بين بغداد وأربيل بشأن تصدير النفط”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة، التي تتنافس مع روسيا وبعض الدول النفطية الأخرى، تسعى إلى الاعتماد على النفط المصدر من كردستان لتلبية احتياجات الدول الأوروبية، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء”.
من جانبه، أكد عضو ائتلاف دولة القانون، عبد الرحمن الجزائري، في تصريح لوكالة، أن “العراق يعاني حاليًا من أزمة حادة في ملف المياه والجفاف الذي أصاب الأنهار في مختلف المحافظات، لا سيما مياه الشرب التي لم تعد تكفي لأكثر من ثلاثة أشهر”.
وأوضح أن “هذا الواقع سيدفع بغداد إلى التفاوض مع الجانب التركي، وهو ما تريده الإدارة الأمريكية، لتكون هناك صفقة (النفط مقابل المياه) مع أنقرة”، مبينًا أن “معظم السدود التي شيدتها تركيا تهدف إلى تقليص تدفق المياه نحو نهري دجلة والفرات، ما يزيد من معاناة العراق ويخدم الأهداف الأمريكية والتركية المشتركة”.

زر الذهاب إلى الأعلى