مقالات

عندما تقع النخبة في فخ التضليل  هذه هي حقيقة قائمة السفراء 

سلام عادل

الإعلامي والصحفي سلام عادل :: كتبت مجموعة ممن يدعون انفسهم (نخبة)، عدداً من التعليقات والاراء بالضد من جلسة البرلمان، التي تقرر فيها التصويت على قائمة السفراء العراقيين الجدد، بما فيها إصدار بيان موقع باسم (عراقيون)، تضمن ملاحظات سلبية محتقنة واتهامات تفتقد إلى أي دليل صحيح، وهو ما يؤشر على كون بعض الاراء، حتى ولو صدرت من حسابات لأشخاص معروفين، ليست آراءً نقدية هدفها الإصلاح والتصويب، وإنما التسقيط المدفوع الثمن.

والمتابعون الحقيقيون لملف وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية في الخارج، وانا منهم بالطبع بحكم عملي لسنوات في الخارج واحتكاكي مع الفرق الدبلوماسية العراقية، كنا قد أشرنا منذ سنوات على كون الخارجية العراقية معطلة بقصد، وبنوايا سياسية تسعى للهيمنة على ملف العلاقات الخارجية، بل وجعلها محصوراً بيد مكون واحد سياسي ليس لديه تحفظ على استخدم أدوات بعثية في العراق الجديد.

ومن هنا تتضح أطراف (محور تسقيط الدولة)، والذين يتقصدون هندسة الرأي العام وبرمجة عقول المواطنين ليكونوا كارهين للبلد وللنظام السياسي الديمقراطي، وإلا كيف يمكن أن نفهم هذه الهجمة الغبية ضد قائمة سفراء سنة 2025، والتي تعتبر الأفضل من ناحية الكفاءة مقارنة بقائمة السفراء لسنة 2009، والتي جرى فيها تكليف 60 سفيراً كان من بينهم ثلاثة من داخل الوزارة فقط ؟!.

وللتوضيح بالأرقام والنسب حول قائمة سفراء 2025، والتأشير على النقاط الإيجابية مقابل النقاط السلبية، التي جرى تضخيم شأنها بخبث، ندرج الملاحظات التالية :

1- ان القوائم المسربة، والتي يتم تداولها في الاعلام، غير دقيقة وتضم أسماءً لمرشحين تم استحضارها من قوائم ترشيحات في حكومات سابقة، وذلك بهدف خلط الاوراق وتضليل الرأي العام.

٢- اتبعت الحكومة العراقية اجراءات مشددة لتدقيق شامل لجميع المرشحين من قبل الاجهزة الرقابية (المساءلة والعدالة، الادلة الجنائية، هيأة النزاهة)، واستغرق التدقيق شهرا كاملا.

٣- توزعت قائمة المرشحين بين دبلوماسيين متدرجين في العمل الدبلوماسي، وكفاءات أخرى لها باع طويل في العمل الاكاديمي او السياسة الخارجية او يشغلون وظائف حكومية او نيابية رفيعة.

4- يوجد 48 مرشحا من الموظفين الدبلوماسيين في وزارة الخارجية، الذين يتمتعون بالخبرات التراكمية المناسبة والكفاءة الوظيفية (بدرجة وزير مفوض او مستشار)، وهو ما يعني نسبة 52‎% من اجمالي القائمة.

٥- يحمل 57 مرشحاً شهادات جامعية عليا (دكتوراه او ماجستير او دبلوم عالي)، بعضهم من ذوي الدرجات الاكاديمية الرفيعة كرئاسة جامعة، عمادة كلية، مدير قسم، وحملة لقب الاستاذية في القانون والقانون الدولي والعلوم السياسية، فيما يحمل 36 مرشحاً شهادة بكالوريوس جامعية.

٦- تضم القائمة اكثر من 35 مرشحا من ذوي الشهداء والمفصولين السياسيين او السجناء السياسيين، وهي النسبة الاعلى في هذه القائمة، مع مراعاة تمثيل المكونات بواقع 49 مرشحاً شيعياً، إلى جانب 23 مرشحاً سُنياً، بالإضافة إلى 17 مرشحاً كوردياً، وايضاً 4 مرشحين ينتمون للأقليات الدينية الأخرى (مسيحي، صابئي، إيزيدي، شبكي)، ولأول مرة جرى ترشيح 5 مرشحات من النساء حملة الشهادات الجامعية العليا، والجميع يمثلون جميع المحافظات.

7- بلغ معدل عمر المرشحين 50 سنة، الأمر الذي يتيح ممارسة عمل بأداء وظيفي متزن ووازن، ويسمح بتراكم الخبرات والمهارات الدبلوماسية لمدة زمنية جيدة قبل بلوغ السن القانونية للتقاعد.

8- والاهم في الموضوع أنه تم استبعاد من وردت بحقهم قرارات اجتثاث من هيأة المساءلة والعدالة، واعطاء الافضلية في الترشح للمشمولين بقوانين العدالة الاجتماعية .

وفي الختام .. تعتبر قائمة سفراء 2025 افضل بكثير من قائمة الوزراء ووكلاء الوزارات، بل هي مقدمة لتطوير اجهزة الدولة في المستقبل، وتحسين الأداء الوظيفي، وعلى من يوجّه سهام النقد عليه ان ينظر بعينين وليست بعين واحدة عوراء.

زر الذهاب إلى الأعلى