
لا أعتقد أن توصيف ما صدر عن هذا المهوال تحت عنوان «المحتوى الهابط» توصيف دقيق ولا أن العقوبة المترتبة عليه مناسبة لحجم الضرر.
ما جرى أخطر من إسفاف عابر، ويستوجب البحث عن مادة قانونية أكثر صرامة وردعاً.
الخطاب الطائفي ليس زلّة لسان ولا انفعالاً لحظياً، بل لعنة تاريخية تنخر المجتمعات من الداخل، وكان من أخطر الابتلاءات التي كبّلت المذهب الشيعي، وحدّت من قدرته على الانتشار الطبيعي، وأفقدته كثيراً من جاذبيته.
وهو في الوقت نفسه من أبسط وأقذر الأدوات التقليدية التي يستخدمها العدو لهدم تماسك مجتمعاتنا، وتحويل الاختلاف إلى صراع، والهوية إلى سلاح.
وحين نسمح لشيعي أن يمارس تسافله الطائفي بلا رادع، فلا يحق لنا أن نستغرب إذا مارس السني التسافل ذاته. قبل كل شيء يجب أن يواجه هذا الخطاب برفض وإزدراء إجتماعي صارم .



