كشف وزير الزراعة الدكتور عباس جبر المالكي، خلال لقاء متلفز مع قناة التغيير، عن آخر مستجدات الوضع الزراعي ومواجهة نقص الإطلاقات المائية للأراضي المروية، مشيراً إلى أن الإمدادات المائية القادمة من الجانب التركي تتناقص سنوياً، مما يؤثر على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في العراق.
وأوضح الوزير أن وزارة الزراعة اتخذت عدداً من الإجراءات لمواجهة التغير المناخي وشح المياه، كان أبرزها استثمار الأراضي الصحراوية، حيث تم خلال السنوات الثلاثة الماضية توفير مساحات للزراعة تعادل ثلاثة أضعاف الأراضي المروية.
وأشار المالكي إلى تشجيع الوزارة للمزارعين على استثمار الأراضي الصحراوية من خلال توفير تقانات الري الحديثة، لا سيما المرشات المحورية، حيث تم استيراد أكثر من 13 ألف مرشة وبيعها بأسعار مدعومة بنسبة 30%، مع تقسيط لمدة 10 سنوات وإعفاء من السداد في السنة الأولى.
وتطرق الوزير إلى التحديات التي تواجهها الأراضي المروية، مشيراً إلى تناقص مساحاتها ضمن الخطط الزراعية السابقة بسبب نقص الإطلاقات المائية، مؤكداً على التنسيق مع وزارة الموارد المائية لإقرار الخطة الزراعية الشتوية للأراضي الصحراوية، كونها لا تتطلب موافقات إضافية أو انتظار الرصيد المائي المتاح.
وأفاد المالكي بأن الخطة الزراعية الشتوية الخاصة بالأراضي المروية ستكون جاهزة في شهر تشرين الأول المقبل، بعد وضوح موقف المياه لدى وزارة الموارد المائية، وعلى ضوء ذلك تحدد نسبة الأراضي المروية التي ستدخل ضمن الخطة.
وأضاف الوزير أن هناك جهوداً حكومية مكثفة لتحريك المسار الدبلوماسي مع الجانب التركي لزيادة الإطلاقات المائية، مشيراً إلى أن الاتفاق السابق أثناء زيارة الرئيس التركي لبغداد كان ينص على توفير ما لا يقل عن 500 متر مكعب/ثانية في نهري دجلة والفرات، في حين أن الكمية الفعلية المصدرة أقل من 80 متر مكعب/ثانية، أي أقل من 20% من الاحتياجات الأساسية للعراق.
وأشار المالكي إلى أن أزمة شح المياه والتغير المناخي أزمة دائمة، وأن الوزارة عملت على إيجاد خطط بديلة لتأمين الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي للمحاصيل الاستراتيجية بما يعادل 4-5 ملايين طن سنوياً، من خلال إدخال الزراعة الذكية باستخدام التقانات الحديثة، التي تسهم في تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 70%.
وختم الوزير بالقول إن العراق يحتاج لحل مشكلة الموسم الشتوي الحالي نحو 3 مليارات متر مكعب من المياه من الجانب التركي، الذي يمتلك مخزوناً مائياً يزيد عن 90 مليار متر مكعب.
