
أظهرت صور عامة متداولة، اليوم الخميس، تفاقم أزمة الجفاف في نهري دجلة والفرات، ولاسيما في المناطق القريبة من محطة السحب الخاصة بمشروع ماء عنه غربي البلاد، حيث بدا تراجع منسوب المياه واضحاً، وانكشفت مساحات واسعة من قاع النهر.
وبيّنت الصور تكون جزر طينية وجفاف بعض المجاري الفرعية، إلى جانب تراكم النفايات في عدد من المناطق داخل المدن، ما يعكس بوضوح حدة أزمة المياه التي يعيشها العراق نتيجة الانخفاض المستمر في الإيرادات المائية من تركيا، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات الأمطار.
وأظهرت الصور انحساراً حاداً لمياه نهر دجلة، حتى بات بالإمكان قطع بعض أجزائه سيراً على الأقدام، في مشهد غير مسبوق يعكس حجم الكارثة البيئية التي تواجهها البلاد.
وكان عضو مجلس النواب العراقي رائد المالكي، ذكر أمس الأربعاء، أن وزير الموارد المائية عون ذياب عبدالله امتنع عن التصريح بشأن حجم الخزين المائي في سد الموصل الحيوي الذي يُعد أكبر السدود في البلاد.
وكان وفد رفيع من الحكومة العراقية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجيّة فؤاد حسين قد زار انقرة في العاشر من شهر تشرين الأول الجاري، وبحث خلال الزيارة مع الجانب التركي ملف المياه وتعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال الحيويّ.
ويعاني العراق من أزمة مائية استثنائية أدت إلى جفاف العديد من الأنهر الفرعية ومساحات شاسعة من الأهوار والمسطحات المائية إلى جانب انخفاض مناسيب المياه في السدود الخزنية، جراء شح الأمطار وحرمان تركيا من حصص العراق المائية.
وتعرض العراق إلى أربعة مواسم جفاف خلال الأعوام (2017، 2021، 2023، 2025)، وكان الجفاف الأخير هو “الأقسى منذ نحو 80 عاماً”، بحسب الخبير البيئي أحمد صالح.


