
أقام منبر العقل في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقي، اليوم الخميس، جلسة فكرية بعنوان (اللسانيات: النشوء والمنعطفات)، شارك فيها عدد من الأكاديميين بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين.
وقال مدير الجلسة، علي عبود، في كلمته الافتتاحية: “نتأمل معاً عالماً طالما شغل الفكر الإنساني وفتح أبواب السؤال: ما اللغة؟ وكيف تنبض الكلمة بالحياة؟ حيث إن علم اللسانيات وُلد من رحم الحياة وأسرارها”.
فيما أشار المحاضر محمد عبد مشكور إلى أن “أصل اللسانيات بوصفها علماً يتراوح بين الشمولية والتخصيص، فهي نشأت على نحو أوسع من أن تُختزل بجهود فرد واحد مثل (دو سوسور)، إذ سجّلت اللغة تحولات اجتماعية وثقافية وعلمية مستمرة”.
أما الباحث عقيل عبد الحسين فقد تناول في مداخلته إشكالية الترجمة، مؤكداً على ضرورة الدقة في نقل النصوص الفلسفية واللسانية، باعتبارها “أمانة أخلاقية وثقافية”، مشيراً إلى أن بعض الترجمات العربية انحازت إلى الشيوع والتداول على حساب الدقة العلمية.
واختتمت الجلسة بحوارات ومداخلات ثرية ركزت على الأبعاد الفلسفية والعلمية والاجتماعية لعلم اللسانيات، وعلى أهمية الترجمة الدقيقة لفهم منجز هذا الحقل المعرفي، مع التأكيد على جدلية العلاقة بين اللغة والفكر والثقافة، وهو ما أضفى بعداً حوارياً مفتوحاً أغنى الحضور وأسهم في إعادة التفكير بمسارات هذا العلم.