
في خضمّ حراك سياسي متصاعد يشهده العراق، حيث تتقاطع الصراعات داخل الإطار التنسيقي مع تسابق القوى على صياغة ملامح المرحلة المقبلة، تأتي تصريحات القيادي بتحالف خدمات ورئيس حزب واسط أجمل محمد جميل المياحي لتسلط الضوء على خلافات عميقة بشأن دور الفصائل ومستقبل رئاسة الوزراء، في مشهد سياسي تتشابك فيه الحسابات الداخلية مع التأثيرات الإقليمية والدولية.
وقال المياحي في حوار تلفزيوني, (10 كانون الأول ديسمبر 2025)، إن “تحالف خدمات دخل منفرداً في الانتخابات البرلمانية، ولا علاقة له بائتلاف الإعمار والتنمية الذي يقوده السوداني”.
وأضاف، أن “المرحلة المقبلة تحتاج إلى رئيس وزراء يحفظ التوازن الداخلي والإقليمي”، وكذلك “نحتاج رئيس وزراء قادراً على حفظ التوازن داخل الإطار التنسيقي”.
وأشار إلى أن “السوداني عيّن مستشارين لإدارة بعض الوزارات”، موضحاً أن “هناك مديرين عامين يتمردون على الوزراء بدفع من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”.
ولفت إلى أن “بعض الوزارات حصلت على دعم وفير وأخرى فقيرة”، مضيفاً أن “الإطار التنسيقي مرّ بمخاضات عسيرة وأنتج ثلاث حكومات خلال السنوات الأخيرة”.
وأوضح، أن “السوداني أراد التمايز عن الإطار التنسيقي وتصوير ذلك للرأي العام”، مشيراً إلى أن “أكثر حكومة حصلت على دعم الإطار هي حكومة السوداني”.
وذكر أن ن “رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي تأذى كثيراً من وزارة النفط بسبب التأثير على عمل الوزير”.
وكشف أن “250 درجة خاصة سيطر عليها أحد الأحزاب خلال الأيام الأخيرة”، مضيفاً أن “فكرة الموازنة الثلاثية طرحها السوداني، وتُعدّ أفشل مشروع”.
واتهم المياحي السوداني بـ”ممارسة كل الضغوط والعلاقات لمنع حصول أي تعديل على الموازنة”، مؤكداً أن “لا مادة قانونية تسمح بإحالة المشاريع بناءً على رغبة رئيس الوزراء”، وأن “بعض المحافظات لم تحصل على 100 مليار، وهناك تفاوت كبير في التوزيع”.
وبخصوص الترشح لرئاسة الوزراء، قال، إن “هناك 50 شخصية عراقية طرحت نفسها لرئاسة الوزراء، وهذا مفرح”، مبيناً أن “9 أسماء مطروحة للمنصب، والكاظمي لم يقدّم نفسه”.
ونفى وجود مقابلات مع المرشحين، قائلاً: “لا مقابلات تُجرى مع المرشحين، هناك طرح للرؤى فقط”، ورأى أن “الإطار التنسيقي يمكنه حسم ملف رئيس الوزراء في جلسة واحدة ومرشحه سيتضح خلال 15 يوماً”.
وأضاف، أن “من يعتقد أن واشنطن تنصّب رئيس الوزراء غلطان”، مؤكداً أن “خبرة الإطار كافية لاختيار رئيس وزراء مناسب للمرحلة المقبلة”.
وفي ملف الفصائل، قال إن “وجود الفصائل جاء بسبب الاحتلال الأمريكي، وعلينا دمجها ضمن المؤسسات”، موضحاً أن “دمج الفصائل يتم بعد توفير الأمان لها، أي لا (درونات) تلاحقها”، وأن “الفصائل لا تهدد النظام السياسي في العراق، بل تدافع عن الأخطار الخارجية”.
ووصف “الحديث الأمريكي عن ملف الفصائل” بأنه “كلام إعلام نسمعه دائماً”، مشيراً إلى أن “الجانب الإيراني يمتلك الباليستي ولا يحتاج لدرونات الفصائل”.
وعن الأزمة المالية، أكد أنها “أزمة مركبة انتقلت من حكومة إلى أخرى، وكانت تخطيطية وأصبحت فعلية”، لافتاً إلى أن “الحلول المطلوبة يجب ألا تكون على حساب المواطن، مع الاستفادة من التجارب الدولية”.
وحصلت القوى السياسية الشيعية، (الإطار التنسيقي) على أكثر من 170 مقعداً نيابياً من أصل 329 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، فقد حصد ائتلاف الإعمار والتنمية للسوداني، 45 مقعداً برلمانياً، تلاه ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي بـ30 مقعداً، وكتلة “صادقون” بزعامة قيس الخزعلي بـ26 مقعداً، فيما نالت “بدر” بزعامة هادي العامري 19 مقعداً، و”قوى الدولة” بزعامة عمار الحكيم 18 مقعداً، اما قائمة واسط أجمل (قائمة محلية في واسط) بقيادة المياحي فقد حصلت على 4 مقاعد، وهو ما يضع على عاتق هذه القوى مسؤولية تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء وفق الوزن الانتخابي والاتفاق السياسي.



