أصل المصريين عراقي؟ السعودية تتفحص الهيكل العظمي بالجينوم

أثار كتاب عالم الآثار أ. وادل قبل عقود مشكلة كبيرة حين أورد أدلة مطولة جداً عن “الأصول السومرية للحضارة المصرية”، مقارناً بين أسماء الملوك واللحظات التاريخية الفاصلة لظهور الكتابة الأبكر في وادي الرافدين ثم اختراع العجلة فضلاً عن تشابهات كبيرة في ذلك الزمن الغابر، مفترضاً أن أصل الحضارة العراقية معروف بينما يبقى أصل الفراعنة ناقصاً في أدلته، والكتاب نشر عام 1999 بإشراف الكاتب العراقي خزعل الماجدي بترجمة في الأردن وبقي متهماً بأنه مبالغ فيه، لكن وكالة “أسيوشيتد برس” الأميركية المعروفة، تحدثت عن بحث بريطاني جديد حول هيكل عظمي مصري، يقدم أدلة عبر علم الجينات، يقرأ تقارباً لم يكتشف من قبل، بين جينات المصريين في السلالات الأولى والجينات الشائعة في العراق اليوم، إضافة إلى أشكال الجماجم ونحوها، وتشابه في طرق صناعة الفخار وفي نظام الكتابة الأقدم عالمياً، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة في لندن.
والفرات، والمعروفة باسم الهلال الخصيب، حيث ازدهرت حضارة بلاد الرافدين.
قال دانيال أنطوان، أمين آثار مصر والسودان في المتحف البريطاني: «هذا الاكتشاف بالغ الأهمية، لأنه أول دليل مباشر على ما تم التلميح إليه في أعمال سابقة».
أظهرت الأدلة الأثرية السابقة روابط تجارية بين مصر وبلاد ما بين النهرين، بالإضافة إلى أوجه تشابه في تقنيات صناعة الفخار وأنظمة الكتابة التصويرية. وبينما تشير أوجه التشابه في هياكل الأسنان إلى روابط محتملة بين الأسلاف، توضح الدراسة الجديدة الروابط الجينية.
وأفاد أنطوان، الذي لم يشارك في الدراسة: «من المرجح أن نهر النيل كان بمثابة طريق سريع قديم، مما سهّل حركة ليس فقط الثقافات والأفكار، بل البشر أيضاً».
وُجد الهيكل العظمي في مجمع مقابر مصري في موقع النويرات الأثري، داخل غرفة منحوتة من سفح تل صخري. ويشير تحليل علامات التآكل على الهيكل العظمي – ووجود التهاب المفاصل في مفاصل محددة – إلى أن الرجل كان على الأرجح في الستينات من عمره، وربما كان يعمل بصناعة الفخار، وفقاً لما ذكره المؤلف المشارك بالدراسة وعالم الآثار الحيوية جويل آيريش من جامعة ليفربول جون موريس.
عاش الرجل قبيل أو قرب بداية المملكة المصرية القديمة، عندما توحدت مصر العليا والسفلى كدولة واحدة، مما أدى إلى فترة من الاستقرار السياسي النسبي والابتكار الثقافي، بما في ذلك بناء أهرامات الجيزة.
قال لينوس جيرلاند – فلينك، الباحث المشارك في الدراسة وعالم الوراثة القديمة بجامعة أبردين باسكوتلندا: «في ذلك الوقت، سمحت السلطة المركزية بتشكيل مصر القديمة كما نعرفها».
في الوقت نفسه تقريباً، ترسخت دويلات المدن السومرية في بلاد ما بين النهرين، وظهرت الكتابة المسمارية كنظام كتابة.
وأشار الباحثون إلى ضرورة تحليل عينات أخرى من الحمض النووي القديم للحصول على صورة أوضح لمدى وتوقيت التنقلات بين المركزين الثقافيين.