مقالات

الشيخ المجاهد الحاج حاتم محيسن علوان الحلفي ابو عباس.. ذاكرة صمود ورمز وفاء

ميسان بقلم / علي محمد جابر الحلفي

في قلب محافظة ميسان، وتحديداً في منطقة الماجدية – وسط مدينة العمارة، تبرز شخصية عشائرية ودينية عُرفت بالكرم والشهامة والوفاء، هو الشيخ المجاهد الحاج حاتم محيسن علوان الحلفي ابو عباس.

هذه الشيبة المباركة تمثل صورةً ناصعةً للصبر والثبات، فقد كرّس حياته للدين والعشيرة والوطن، ووقف شامخاً في أحلك الظروف، لا يلين ولا يتراجع عن مبادئه.

عرفه الناس بإنسانيته الكبيرة وحسن تعامله مع الجميع، إذ كان لا يتردد في مساعدة المحتاجين وفضّ النزاعات بين أبناء المجتمع بحكمة ورؤية ثاقبة، حتى غدا رمزاً عشائرياً ودينياً يحظى بمحبّة الجميع.

لم يتخلّف الشيخ الحاج حاتم ابو عباس عن مواكب العزاء الحسيني والمناسبات الدينية في زمن النظام البائد، بل وقف مع أبنائه موقف الرجال الأحرار في الانتفاضة الشعبانية عام 1991، متحدّياً آلة الظلم والقمع.

وقد كان له دور فعّال في دعم المجاهدين، إذ تولّى بنفسه مسؤولية توزيع وجبات الغداء والعشاء على المقاتلين في المراكز والسيطرات التي سيطر عليها أبناء الانتفاضة. وكان ابنه الأكبر المجاهد عباس أبو ذو الفقار يشرف على تلك السيطرات ويوجّه إخوته المجاهدين، ليكونوا يداً واحدة في مواجهة النظام.

وعند دخول الحرس الجمهوري وعزّت إبراهيم الدوري إلى ميسان لقمع الانتفاضة، صدر كتاب رسمي من النظام البائد يقضي برصد مكافأة مالية قدرها (3000) دينار عراقي، وهو مبلغ ضخم آنذاك، لمن يلقي القبض على الشيخ حاتم (أبو عباس). وهذا وحده يكشف حجم تأثيره، ومكانته، ومدى خوف النظام من مواقفه الشجاعة.

ولم يتوقف الثمن عند هذا الحد؛ فقد هُدمت داره و أفرانه ومحلاته للمعجنات

في محلة العروبة – الماجدية، ليُسجل اسمه بين العوائل التي قدّمت التضحيات في سبيل الكرامة والحرية.

بعد سنوات الغربة والتهجير، عاد الشيخ المجاهد إلى وطنه وعشيرته، ليواصل مسيرته شيخاً مصلحاً ووجهاً اجتماعياً مرموقاً، محبوباً بين أبناء ميسان وشيوخ عشائرها. وقد أنعم الله عليه بنعمة الأبناء الذين يمثلون رصيداً ثقافياً واجتماعياً يُضاف إلى رصيد والدهم النضالي والإنساني.

إن الحديث عن الشيخ الحاج حاتم محيسن علوان الحلفي ابو عباس، ليس مجرد استذكار لشخصية عشائرية، بل هو استحضار لذاكرة صمود ومعاناة تحوّلت إلى رمز للوفاء والإباء في ميسان والعمارة والماجدية، ولشخصية ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال. ومن الله التوفيق…

زر الذهاب إلى الأعلى