
يبدو إن السودانيين -أتباع السيد السوداني من عشيرته أو من حلفائه الإنتخابيين- يعيشون حالة انفعال واضحة!
فهم من جهة يعتقدون بأن فوزاً انتخابياً كبيراً قد يتحقق لصالحهم، وهذا احتمال وارد وممكن جداً، لكن في الوقت نفسه تراودهم شكوك كبيرة بشأن ولاية ثانية لزعيمهم الذي لم يأتِ بما لم يأتِ به الذين سبقوه، هم يدركون أن المعادلة السياسية في العراق لا تُـبنى على رصيد الأصوات وحدها.
المعضلة الأبرز التي تواجه السيد السوداني وأنصاره هي ضعف الثقة بالإنجاز ..
إذ لا يملكون ما يقدّمونه كرصيد صلب في مواجهة النقد، ولهذا فهم لا يتسامحون مع الرأي الآخر ويخشون كل صوت معارض، وكأن أي كلمة مخالفة قد تطيح بما يظنونه “منجزاً” ..
هذا الخوف يجعلهم أكثر حساسية تجاه الانتقاد وأكثر اندفاعاً في الدفاع حتى عن الهامشيات ..
كل ما لدى السيد السوداني هو جسور بغداد التي قد تخفي ما تخفيه وستظهره الأيام القادمة، وإن قيم “البغداديون” السيد السوداني إنتخابياً بهذه الجسور فإن هناك ما يؤشر لخلل ما.
ومن اللافت للنظر أن مساحة واسعة من حديثهم تنصرف إلى موضوع السيد شياع “والد رئيس الوزراء” ..
هل كان بعثياً أم لا؟
وهل انتهى بالإعدام أم بالموت الطبيعي؟
جدلية تتكرر بشكل ممل وكأنها قضية مصيرية، بينما الأصل أن تُـناقش البرامج والسياسات لا السجالات التاريخية!
البرامج التي لم يُـنجز منها شيئاً ولم تأتِ بماء عذب للبصريين أو توفر أمناً غذائياً أو دوائياً للعراقيين ولا فرص عمل عادلة لهم، والسياسات التي ليس منها تجنيب العراق ضرراً ما إذ العراق هو مركز الضرر الحقيقي وليس لديه رؤية إستراتيجية جادة لعلاقات خارجية متوازنة.
إن هذه الانفعالية الواضحة لا تخدم “السودانيين” بقدر ما تُـظهر هشاشة ثقتهم بما بين أيديهم على الرغم من الحزمة الكبيرة وغير المسبوقة من المستشارين في حكومتهم!
الأمر الذي يجعل خصومهم أكثر ارتياحاً في كشف مواطن ضعفهم وإثارتهم عبر وسائل الإعلام وفي المحافل السياسية.