جدل السفراء وأبناء المسؤولين.. 51% من الأسماء “ليسوا دبلوماسيين” وشكوك حول حقيقة القوائم

على مدار السنوات السابقة، كان ملف تعيين السفراء في العراق واحدا من اكثر الملفات جدلا، فبينما تدخل المحاصصة في كل شيء، يبقى السلك الدبلوماسي اكثر القطاعات التي تثير غضب مختلف الأوساط عند دخولها ضمن المحاصصة، خصوصا وان السلك الدبلوماسي يحتاج الى ميزات استثنائية مع احتياج العراق الجديد الى تأسيس علاقات جيدة مع مختلف دول العالم في الوقت الذي يواجه الكثير من الصعوبات في تحسين علاقاته او إدارة شؤونه مع البلدان الإقليمية ودول الجوار ومختلف دول العالم.

واصبح ملف تعيين السفراء وشخصياتهم محل سخرية في سنوات عديدة ومثالا صريحا يستشهد به الناس على سوء تدبير النظام السياسي، وبعد 8 سنوات من الجدل والترقب على تعيين ثالث وجبة سفراء منذ نشوء النظام السياسي الجديد منذ بدء الحاجة لتعيين وجبة جديدة في 2017، يقترب هذا الملف من الانتهاء بعد ان صوت مجلس الوزراء على قائمة السفراء الجدد، فالعراق سبق ان عين وجبتي سفراء بين عامي 2004 و2009 بواقع 100 سفير، لكن العراق يحتاج الان الى حوالي 84 سفيرا لسد الشاغر في السفارات العراقية التي تدار من قبل قائمين بالاعمال بدلا من سفير بعد ان افتتح العراق الكثير من السفارات منذ 2009 وحتى الان، فضلا عن تعويض السفراء الذين وصلوا لسن التقاعد.

وفقا لقانون وزارة الخارجية، فإن تعيين السفراء يتم بواقع 25% من قبل ترشيحات الكتل السياسية، و75% من قبل السلك الدبلوماسي ووزارة الخارجية حصرًا، لكن التفاهمات الجديدة، ذهبت نحو 50% للكتل السياسية، و50% لوزارة الخارجية.

وبينما تسربت العديد من الأسماء والقوائم عن أسماء السفراء المحتملين والتي احتوت على الكثير من أسماء شخصيات وأبناء قيادات سياسية، الا انها تم نفيها اكثر من مرة، قبل ان تتسرب قائمة جديدة بعد ان تم التصويت عليها في مجلس الوزراء في 23 تموز المنصرم، أي قبل اكثر من أسبوع.

ضمت القائمة الجديدة 91 اسما بدلا من 84 اسما، كان من بينها 44 اسما من السلك الدبلوماسي، و47 اسما مرشحا من الكتل السياسية، ما يجعل النسبة بواقع 49% من وزارة الخارجية، و51% من الكتل السياسية، وليس النصف بالنصف كما كان يعلن.

وحتى من بين الـ44 اسما المرشح من السلك الدبلوماسي، هناك أسماء هم فعلا سفراء او قناصل في بلدان عديدة لكنهم أبناء واشقاء واقارب سياسيين، من بينهم رحمن فرحان العامري، شقيق زعيم تحالف الفتح وبدر هادي العامري، وهو سفير العراق في الفاتيكان حاليا.

اما الـ47 اسما المرشحين من الكتل السياسية، فضمت هاني حنين القدو، ابن حنين القدو القيادي الشبكي في تحالف الفتح، فضلا عن يزن مشعان الجبوري، وكذلك عمار القيسي رئيس مجلس محافظة بغداد المقال والقيادي في عزم.

زر الذهاب إلى الأعلى