
في حادثة هزّت الأوساط الدينية في العراق، استشهد الشيخ عبدالستار القرغولي، إمام وخطيب جامع كريم الناصر في منطقة الدورة، إثر اعتداء منسوب إلى ما يسمى بـ”التيار المدخلي”.
الحادثة جاءت بعد أن رفض الشيخ القرغولي تسليم المسجد لهم، وفقًا لما ورد في بيان صادر عن “علماء العراق وأئمة المساجد” ومنشور للشيخ خالد الملا على منصة “إكس”.
الشيخ خالد الملا، رئيس جماعة علماء العراق، أكد في منشوره أن الحادثة تظهر خطراً شديداً يهدد المؤسسة الدينية في البلاد. وأشار الملا إلى أن المؤسسة الدينية الرسمية والأجهزة الأمنية، على الرغم من تحذيراتهم المستمرة منذ سنوات، لم تتخذ إجراءات فعالة، مما سمح لهذا التيار بالتغلغل والتحكم. وحذّر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى وتفكك النسيج المجتمعي.
من جانبهم، أصدر “علماء العراق وأئمة المساجد” نعيًا مؤلمًا للشيخ القرغولي، ووصفوا الجريمة بأنها “اغتيال” نفذته “يد الغدر والإجرام” التابعة للتيار المدخلي. وأكد البيان أن هذا التيار “منحرف” ويسعى إلى “تدمير بيوت الله وتمزيق النسيج المجتمعي”، بدعم من بعض الأحزاب السياسية والمؤسسات الدينية الرسمية.
وفي خطوة عملية، دعا البيان إلى عقد تجمع عاجل وواسع يضم قادة وعلماء أهل السنة في العراق، بهدف الاتفاق على موقف موحد وخطوات عملية لحماية المساجد وروادها من “عبث هذا التيار الضال”. كما حمّل البيان الجهات الداعمة لهذا التيار المسؤولية الكاملة عن أي جرائم ترتكب في المستقبل.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التحذيرات من تمدد هذا التيار في العراق، والذي يرى فيه العديد من المراقبين تهديدًا للسلم المجتمعي والاستقرار الديني. ويطالب علماء العراق السلطات باتخاذ موقف حازم وفعّال لوقف تجاوزات هذا التيار وحماية بيوت الله من أي محاولات للسيطرة عليها بالقوة.