
التطورات الأمنية في المنطقة في اليومين الماضيين تشي بعودة دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة لخندق المقاومة .
فلم يكن حدث خرق السيادة القطرية بالغارات الصاروخية الصهيونية على مركز كان من المفترض أن تجتمع فيه قيادة حركة حماس خارج فلسطين المحتلة ، لم يكن حدثاً عابراً ، بل كان زلزالاً للعلاقات الأمريكية الخليجية ، كون أمريكا تسوق لنفسها على أنها تحمي دول الخليج العربية من الخرق الأمني ! وتتقاضى تريليونات الدولارات إزاء تحملها كما تدعي أعباء هذه المهمة .. !
لقد شكل هذه الحدث منعطفاً قوياً في عقلية الفكر العربي الخليجي ، باتت معه دول الخليج تبحث عن طرق تدافع بها عن أمنها خارج المظلة الأمريكية ..
وقد تجلى رفض دول الخليج العربية للعدوان الصهيوني بالشكوى لمجلس الأمن الذي أدان العدوان .. وبمساعي دولة قطر لتأمين البديل عن الراعي الأمريكي لحماية نفسها ، مما قد يعيد إلى الأذهان صورة اللجوء للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحقيق الأمن الغذائي عقب المقاطعة السعودية التي تعرضت له دولة قطر بالأمس القريب .
فقطر لوَّحت بلجوئها لشركاء جدد لحماية أمنها ، وفي ذلك إشارة واضحة ليكون المرشح لملىء هذا الفراغ هو حلف إيران والصين وروسيا وقد تكون كوريا الشمالية .. وبذلك تكون قطر قد بدأت العودة إلى خندق المقاومة المسلحة ، بعدما لعبت دوراً كبيراً في المقاومة السياسية والإعلامية والثقافية للمشروع الصهيوني ولكن على طريقتها بطبيعة الحال .
وبنفس الوتيرة نجد الإمارات تمنع الكيان من حضور اجتماعي يبحث القضايا الأمنية في المنطقة كان مقرراً في نهاية هذا العام ، وتستدعي الدبلوماسية الصهيونية لتوبيخها على الخرق الجوي لسماء قطر .. وبذلك بوادر قد تبشر بخير بعودة الإمارات للخندق المقاوم .
علماً أن دولة الكويت وبلسان برلمانها كانت وما زالت تهاجم الانتهاكات الصهيونية .. وسلطنة عمان بشعبها ورموزها الدينية والإعلامية تدعو لوضع حد للغطرسة الصهيونية .. والأردن ومصر بدأت تلوح بالخيار العسكري .
فهل سيلتم شمل العروبة والإسلام بعض طول غياب وتعود المنطقة لخندق المقاومة لنعيش بعزة وكرامة كخير أمة أخرجت للناس ؟
صادر عن : مركز الدراسات الإستراتيجية المحلية والإقليمية والدولية