
في زمن امتلأ بالشخصيات والزعامات المتكررة، ظهرت شخصية استثنائية على المشهد اللبناني والعربي، انها شخصية لا تشبه أحدا مما سبقوها، شخصية تجمع بين الكاريزما الخطابية والصلابة القيادية، وبين التواضع الشخصي والالتزام الفكري.
القائد المقدام والأب العطوف صاحب الحكمة والابتسامة معا” انه سماحة الأمين المؤتمن السيد حسن نصر الله، الذي كان ملفتاً للانتباه في حضوره، وكأنّه صاغ أسلوبًا منفردًا في القيادة والخطاب، حتى بات رمزًا يُثير في المتلقي مشاعر متباينة، الاحترام و الإعجاب أو حتى الخصومة، لكن نادرًا ما يمرّ مرورًا عاديًا.
السيد الشجاع كانت له قدرة فريدة تجمع بين البساطة والعمق، وبين العقلانية والعاطفة بقوة تساعده على مخاطبة الناس بلغة قريبة من وجدانهم، هذه القوة الخطابية ليست مجرد مهارة لغوية، بل انعكاس لصدق داخلي يظهر جليًا في ملامحه وأسلوبه، مما يرسّخ صورته كقائد مختلف.
لم تقتصر شخصية السيد حسن نصرالله على بُعدها الخطابي فحسب، بل تجلّت أيضًا في قدرته على الجمع بين العمل السياسي والعمل العسكري ضمن معادلة دقيقة ومعقدة، فقد أثبت نفسه كقائد يعرف كيف يدير الأزمات الكبرى بحكمة، وكيف يوازن بين لغة القوة على أرض المعركة ولغة التفاوض في أروقة السياسة.
انه ليس مجرد قائد عسكري يعيش في الميدان، بل هو شخصية تُجيد التنقل بين هذين العالمين بخطوات محسوبة، كان يمتلك رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تجعله يقرأ التحولات الإقليمية والدولية بوعي.
اكثر ما يميز هذه الشخصية عن غيرها صورته الشخصية والأخلاقية التي رسّخها في أذهان أنصاره وحتى خصومه، واتزان خطابه الصادق والتزامه بالوعود، إذ بدا في نظر الكثيرين قائدًا صادقًا في معركته كما في حياته، وهذا ما عزز ثقة اتباعه به والتمسك بالقضية التي امن بها.
في المحصلة، يبقى السيد حسن نصر الله اكثر من مجرد قائد، هو ظاهرة استثنائية صاغت لنفسها مكانًا فريدًا في التاريخ السياسي والاجتماعي للبنان والمنطقة، حضوره كان لا يقتصر فقط على الكلمات والمواقف بل تغلغل في وجدان وعقول الناس،انها شخصية صنعت لنفسها مساحة خاصة من الاحترام والتأثير، سواء اتفق معه المرء أو اختلف، فهو من القلائل الذين يتركون بصمة حقيقية في الوجدان العام، ويكتبون حضورهم بصدقٍ وأثرٍ لا يزول.
فدى الحاج _ كاتبة من لبنان