
هنالك من يتبنى رايا بخصوص تعارض الاخبار او مجهولية السند بالقول ان كان فحوى الخبر لا تؤثر على الاحكام الشرعية او انها من المباحات فلا ضير من الاخذ بها او تركها ، وحقيقة انا اقف عند هذا الراي لان الامر المستحب فانه قد يكون خيط اثبات على حدث او حكم اخر كان يكون احد رواة السند من الضعفاء ـ اضافة ال اهمية التاريخ مهما كان الحدث والحديث
بل الاكثر نقاشا وجدلا حتى يصل حد الاتهامات اذا تبين لطرف ما ضعف حديث تناقلته الاجيال واعتبر من الثابت بلا جدال ، وحقيقة من يروم الحقيقة عليه ان يبتعد عن العاطفة .
نعم اكد الشيخ الكليني رضوان الله تعالى عليه على مسالة التعارض وكيفية معالجتها مع الاعتماد على الروايات الصحيحة الصادرة عن اهل البيت عليهم السلام ، لكن هذا لا يعني ان المسالة قد حسمت فالكثير من الروايات بحاجة الى مراجعة وساسرد لكم بعض الامثلة .
على سبيل المثال ما رافق نهضة الحسين عليه السلام من احداث وقد تناقلها المؤرخون وحسب عصورهم وقد بانت وظهرت التعارضات بل الاختلافات في كثير من الوقائع وهنالك من حاول تبريرها تبريرا ضبابيا ان لم يكن بعيدا عن المنطق .
نحن نستفسر ولا نطعن كي نصل الى الحقيقة ، وعلى سبيل المثال في كتاب الامام الحسين عليه السلام واصحابه تاليف السيد فضل علي القزويني ( ت 1367) وبتحقيق السيد احمد الاشكوري ، ذكر موقف الامام الحسين عليه السلام وولده علي الاكبر لمّا ارتحل الحسين بن علي من قصر بني مقاتل، خفق وهو على ظهر فرسه خفقة، ثمّ انتبه وهو يقول: «إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجِعُون، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين»، كرّرها مرّتين أو ثلاثاً. فقال علي الأكبر: «ممّ حمدتَ الله واسترجَعت»؟.
فأجابه: «يا بُنَي، إنِّي خفقتُ خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيت إلينا».
فقال علي الأكبر: «يا أبتَ، ألَسنا على الحق»؟ فقال: «بلى، والذي إليه مَرجِع العباد».
فقال علي الأكبر: «إذاً لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموتُ علينا»، يقول السيد الاشكوري لم اطلع على المصادر التي راجعتها بانها ذكرت ان المقصود هو علي الاكبر بل كلها ذكرت علي بن الحسين فقط ولكن قراء المنابر نسبوها لعلي الاكبر ، وهذا امر مهم جدا .
انا هنا بدوري اسال الحديث تم بين الحسين عليه السلام وولده من هو ناقل الرواية ؟ وكيف وصلت له ؟
مثال اخر على تضارب الروايات بخصوص النص على امامة الامام الحسن العسكري عليه السلام حيث ذكرت الروايات الاتية :
يقول يحيى بن يسار القنبري :” أوصى أبو الحسن إلى ابنه الحسن قبل مضيّه بأربعة أشهر وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي” .
قبل اربعة اشهر اوصى به يعني وهو في سامراء وقبل ذلك لم يوصي بينما هنالك روايات بخلاف ذلك ومنها ، عن علي بن عمر النوفلي وقد جاء فيه أنه قال : كنت مع أبي الحسن في صحن داره فمرّ بنا محمّد ابنه . فقلت له : جعلت فداك ، هذا صاحبنا بعدك ؟ فقال : لا . صاحبكم بعدي الحسن ، ورواية اخرى ، عن أحمد بن عيسى العلوي من ولد علي بن جعفر انه قد دخل على أبي الحسن ( عليه السّلام ) ب ( صريا ) فسلّم عليه وإذا بأبي جعفر وأبي محمد قد دخلا . فقاموا إلى أبي جعفر ليسلّموا عليه فقال أبو الحسن ( عليه السّلام ) : ليس هذا صاحبكم ، عليكم بصاحبكم وأشار إلى أبي محمد” .
لو تيقنا من صحة احدى الروايات يكون سند البقية فيه اشكال ويجب مراجعة ما يروون من احاديث ، وبخصوص الرواية الثالثة تظهر لنا حقائق اخرى مختلف فيها وهي متى رحل الامام الهادي عليه السلام الى سامراء ؟ فان كان اولاده محمد والحسن تكون اعمارهم على اقل تقدير ست سنوات فاكثر ، ولان هنالك خلاف حول سنة الرحيل الى سامراء بين سنة 235 وسنة 243 ، ولان ولادة الامام الحسن عليه السلام 232 او 231 فعليه تكون سنة الرحيل 243 اقرب الى الواقع . وفي نفس الوقت عندما يكون الامام العسكري هو الاكبر فان ولادة محمد من المؤكد بعد 231هـ وليس كما روت بعض المصادر من غير سند انه ولد سنة 228 هـ ، ولا اعلم كيف تكون سنة 228 اذا ثبت ولادة الامام الهادي عليه السلام 214 وانا امير لهذا التاريخ .
والمعلوم ان اسماء الائمة معروفة زمن النبي محمد (ص) حتى ان الامام الجواد عليه السلام ذكر الامام من بعده ومن بعد بعده بالاسم
للعلم هنالك روايات متضاربة بالمئات وحتى اكثر لا زالت بلا حكم وحسم .



