بان_طارق_زياد_قضية_رأي _عام

يـوسـف سـلمـان

رغم مرور اكثر من عشرة ايام على الفاجعة التي هزت المجتمع البصري والعراقي عامة ، ماتزال قضية مصرع اخصائية الامراض النفسية الاشهر في البصرة الطبيبة ” بان زیاد طارق ” تتفاعل سريعا وسط جدل شعبي حاد حول صحة رواية انتحارها، كما يدعي ذويها وأقربائها..

ومع ازاحة الستار عن جانب من بشاعة تلك الجريمة ، اصطف زملاء وزميلات الضحية في السلك الطبي وصانعي محتوى وناشطو مواقع ومنصات التواصل الإجتماعي، مطالبين بتدويل قضيتها ومحاسبة الجناة الحقيقين امام القانون ، قبل اعلان الحكومة المحلية ان نتائج تقرير الطب العدلي ستعرض يوم الاحد المقبل.

واثارت حادثة مصرع الطبيبة الشابة في ظروف غامضة يوم الرابع من اب الحالي ، صدمة كبرى لدى زميلاتها وزملائها الاطباء ولدى الاوساط الشعبية في البصرة ، وفي وقت رجح مصدر امني محلي ان الحادث كان انتحارا ، وجه وزير الداخلية عبد الامير الشمري بارسال لجنة تحقيقية خاصة من الوزارة الى البصرة لمتابعة مجريات سلامة التحقيق في ملابسات وفاة طبيبة مختصة بالأمراض النفسية ، مشددا على التنسيق مع القضاء العراقي العادل في جميع الإجراءات التحقيقية بهذه القضية ، فيما تسلمت رئاسة جهاز الادعاء العام ، طلبا نيابيا رسميا لتشكيل لجنة خاصة من خبراء الطب العدلي لاعادة الكشف على جثمان الطبيبة النفسية الاشهر في محافظة البصرة .

كما نظم العشرات من الحقوقيين والناشطين والأطباء وقفة احتجاجية في كورنيش شط العرب وسط البصرة، للمطالبة برصانة التحقيقات الجنائية والعدلية الجارية حاليا ، فيما طالبت مفوضية حقوق الإنسان باطلاعها على مجريات التحقيق مع تشكيل “لجنة علماء” إضافية للإشراف على عمل فرق التحقيق الامني لمعالجة الشبهات المتعلقة بالحادث وما إذا كانت الطبيبة الراحلة قد تعرضت لجريمة قتل متعمدة.

بالمقابل ، نظمت عشرات الناشطات والشخصيات المجتمعية واهالي محافظة البصرة ، وقفة احتجاج مسائية في منطقة الكورنيش ، مطالبين بتحقيق العدالة والكشف عن نتائج تقرير الطب العدلي ومحاسبة قاتلي اخصائية الطب النفسي الاشهر في البصرة الطبيبة الشابة ” بان زياد طارق ” .

وبين ليلة وضحاها ، تحول خبر حادثة مقتل الطبيبة الشابة #بان_زياد إلى قضية رأي عام لما تحمله من غموض، ولما أثارته من تساؤلات ومشاعر إنسانية عميقة لدى المواطنين داخل وخارج مدينتها .

وفي تطور متسارع ، انبرت زميلات وزملاء الطبيبة الراحلة ومؤثرون عرب وعراقيون، لتداول حقائق طبية وعلمية اوجزت وصفًا تفصيليًا لحالة الجثة، حيث وجدت عليها قطع شرايين اليدين طولياً، وآثار ضرب على الوجه وعلامات حبل حول الرقبة ودماء على الملابس”، وهي تفاصيل تدفع بقوة نحو فرضية الجريمة المتعمدة .

وتخليدا لذكراها ، نظم أستاذها الدكتور عقيل الصباغ مع طلبة البورد في فرع الطب النفسي ، وقفة استذكار ومجلس عزاء لروح زميلتهم الطبيبة الراحلة بان زياد طارق ، التي تم اطلاق اسمها على قاعة المحاضرات في الشعبة النفسية بمستشفى البصرة ، لتبقى ذكراها حاضرة بينهم وامتدادا لعملها الانساني الذي لم تبخل به على أحد.

وتصدرت وسوم #بان_زیاد_طارق ، #حق_الدكتورة_بان، #بان_زياد_طارق_قضية_رأي_عام

، مواقع ومنصات التواصل الإجتماعي وواجهة المنتديات المحلية والعربية لتصبح #قضية_رأي_عام ، فيما تواصل الجهات الأمنية المختصة حل لغز الفاجعة التي يتساءل جمهور العراقيين والعرب هل قتلت أم انتحرت بسبب حالتها النفسية ، بعد تأكيد محافظ البصرة أن حسم قضية وفاة الطبيبة، مرتبط بنتائج تقرير الطب الشرعي المرتقب عرضه يوم الاحد المقبل ، كما تصاعدت المطالبات الشعبية الى رئيس الوزراء والجهات المختصة لأن تكون على قدر المسؤولية لكشف الحقيقة للرأي العام بسرعة وشفافية.

يأتي ذلك ، حيث كشف مدير مكتب حقوق الإنسان في البصرة أن التقرير الأولي للطب العدلي أظهر وجود “رضوض واعتداءات #جسدية شديدة” على الجثة، مما يجعل استمرار فرضية الانتحار محل شك قوي ويستدعي تحقيقًا جادًا ، فيما تحدث رئيس اللجنة الأمنية في مجلس البصرة عن إعادة النظر في نتائج التحقيقات الأولية، ومراجعة كاميرات المراقبة ومسرح الحادث للوصول إلى نتيجة دقيقة وشاملة، خاصة في ظل التوتر الواسع بين الأوساط الشعبية والطبية.

وازاء تلك التطورات المتسارعة بقضية مصرع الطبيبة الشابة بان زياد طارق، التي لم تتضح بعد طبيعة وفاتها بين الانتحار او القتل، قدمت اوساط نيابية حزمة ملاحظات رسمية إلى محكمة تحقيق البصرة الثالثة.

واظهرت وثائق رسمية تبناها النائب عدي عواد، الذي اشار إلى عدة لقاءات مع خبراء في الطب العدلي بشأن المشاهدات الاولية لجثة الطبيبة الراحلة ، ” تعطيل كاميرات المراقبة في منزلها بفعل فاعل يوم وفاتها، ووجود اثار محيطة في الرقبة لعملية خنق دون العثور على أدوات خاصة بالفعل، تاخير عائلتها بالتبليغ عن الحادث وتنظيف مكانه قبل استدعاء الشرطة”.

واضاف ، ان ” كتابة عبارة اريد الله ، بدم الطبيبة وعلى الحائط بسمك وكمية دماء تثير الشكوك، مع وجود جـروح في مناطق حساسة وجرح عميق بشكل طولي في كلتا يديها”، لافتا إلى أن أسرة الطبيبة رفضت طلب الجهات المختصة لتشريح الجثة وواصلت الضغط على السلطات للإسراع في تسليمها، الأمر الذي أوقف إمكانية فحص شامل قد يكشف تفاصيل مهمة عن سبب الوفاة.

لكن النائب الاسبق رحاب العبودة ، ذهبت لابعد من ذلك ، حيث افصحت عن خيوط مثيرة تربط بين مقتل الطبيبة الاخصائية النفسية” بان زياد ” وقضية مقتل الأستاذة الجامعية ” سارة العبودة ” قبل نحو 9 أشهر انذاك ، إذ تشير الفرضيات ، بحسب العبودة ، إلى أن الطبيبة الراحلة كانت مسؤولة عن تقييم الحالة النفسية للجاني ، شقيق زوجة محافظ البصرة الحالي ، لكنها رفضت كتابة تقرير يصفه بالمريض النفسي، وهو ما كان قد يمنع تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه في حزيران الماضي، الأمر الذي قد يفسر تدخل المحافظ وتبنيه المبكر لفرضية الانتحار” في قضية الطبيبة بان زياد.

ورداً على تداعيات ملابسات قضية مصرع الطبيبة الشابة اخصائية الامراض النفسية ، التي ما زالت تتصدر المشهد العراقي بعد أيام على وفاتها ، اعلن محافظ البصرة اسعد العيداني، إشرافه المباشر على متابعة ملابسات الحادث.

وتحدث العيداني ، عبر تسجيل صوتي صريح قائلا إن ” تحقيقًا أجرته الجهات الأمنية المختصة في مديرية جرائم البصرة بشكل قاطع، حيث ننتظر نتائج التحاليل والتسجيلات الموجودة في جهاز الدكتورة كونها طبيبة نفسية، وغالبًا ما تسجل الأحاديث، وقد اطلع القضاء على هذه المواد، وحتى اللحظة لا توجد مؤشرات تدل على أنها جريمة قتل أو

وأضاف ، أن ” شقيق الطبيبة، الذي وجهت له بعض الاتهامات على مواقع التواصل، “شخص” “ضعيف” ولا توجد مؤشرات على تورطه، داعياً إلى عدم الاستعجال في إصدار الأحكام المسبقة وانتظار نتائج التحقيقات النهائية.

لكن الطبيب النفسي وليد كاطع ، زميل الطبيبة الراحلة بان زياد طارق، فند رواية والدتها التي زعمت إن ابنتها كانت تعاني أزمة نفسية، مؤكداً أن بان كانت شغوفة بعملها، وتتمتع بمزاج جيد، ولم تُبد أي تذمر أو علامات اضطراب نفسي خلال عملها معه على مدى ثلاثة أعوام ” .

وأضاف ، “بان كانت بعيدة تماماً عن فكرة الانتحار، وكانت تحاربه مهنياً من خلال الحالات التي تراجعها، بل كانت تفكر بالمستقبل وتخطط له بشكل جدي ، وأنها أخبرته قبل وفاتها بأسبوعين عن نيتها التقديم على الدراسات العليا والزمالة الطبية، ماتدل على سعيها لتطوير نفسها “انتحار “.

زر الذهاب إلى الأعلى